وهُنَّ حبيباتي .. وهُنَّ روائعي
أأنكرُ ما فيهنَّ ؟ لا يا صديقتي
عليهنَّ أسلوبي .. عليهنَّ طابعي عليهنَّ أحداقي ،
وزُرقةُ أعيني وروعةُ أسحاري وسِحرُ مطالعي
حروفي .. سفيرتي .. مرايا خواطري
وأطيبُ طيبٍ في زوايا المخادع
ِ وأجملُ ما غنيَّتُ .. ما طرَّزت يدٌ وأكرمُ ما أعطت أناملُ صانعِ
بأعصاب أعصابي .. رسمتُ حروفها وأطعمتُها أيَّامي ..
أصوغُ سطورَها بدقَّةِ مثالٍ ،
وأشوق راكعِ أجيبي .. أجيبي ..
ما مصيرُ رسائلي فإنّي مُذ ضيَّعتُها ألفُ ضائغِ ..
ألم تترك النيرانُ منها بقيَّة
ً ألم ينجُ حتَّى مقطعٌ من مقاطعي ؟
حصيلةُ عامٍ .. تنتهي في دقائقٍ
وتلتهمُ النيرانُ كُلَّ مزارعي
وتذهبُ أوراقي التي استهلكت دمي فلا رجعُ موَّالٍ ..
ولا صوتُ زارعِ * أمُطعِمة النيَّران ..
أحلى رسائلي جمالُكِ ماذا كان ؟
لولا روائعي فثغرُك بعضٌ من أناقة أحرُفي
وصدرُكِ بعضٌ من عويل زوابعي
أنا بعضُ هذا الحبرِ .. ما عدتُ ذاكراً
حدودَ حُروُفي من حدود أصابعي
نزار قباني
الرسام02/02/14, 04:48 pm