أحب
الشاب بنت الجيران فبادلته نفس المشاعر .. أصبحا ملتصقان ببعض ، فكان
ينتظرها ليخرجا مع بعض ، وهي دائمة السؤال عنه حتى في منزله .. فحبهما لم
يخفى عن أحد .. حتى صارت قصة حبهما معروفة لجميع أهل المنطقة فأصبحت
سيرتهما على كل لسان .. فهذه التصرفات مرفوضة لدى المنطقة وتعتبر إساءة
للمنطقة بأكملها علمت والدة البنت بقصتيهما إلا أنها لم تمنعها ،
فهي تريد ابنتها ان تتزوج حتى ولو بعلاقة مشينة، فبحسب تفكيرها ( البنت
التي لا تخرج وتلاحق الشبان وتحب لا تتزوج ) ، أما والدها لم يكن ليجرأ على
الكلام ..
كان والدي الشاب رافضين لهذه العلاقة لمعرفتهم جيداً
بسلوك ابنيهما وهو الشاب المستهتر اللعوب – هو من صاحب الدنيا وابتعد عن
خالقه – كما أنه لا يعتمد عليه فهو لا يعمل وأن حصل على عمل تركه بعد اشهر
قليلة .. نصح الوالد ابنه وحاولت أم الشاب ثني البنت عن ولدها لكن عبثاً
فالبنت مصرة ، فهي تحبه (كما تقول) وتريده ، وولدهما ثابتاً على ما يريد ..
تم زواج الشاب بابنة الجيران على الرغم من معارضة والدالبنت
وإخوانها لمعرفتهم الجيدة بأخلاقه وسلوكه وامتناعهم عن حضور الزواج ،
وبموافقة والدة ووالد الشاب مرغمين ( خوفاً من أن تصل علاقتهما إلى ما يسئ
إلى سمعة عائلتهم ويتسبب في ضياع شرف البنت ) ، فالشابان من أرادا ذلك
وليتحملا نتيجة عبثهما ... وقد طلب الوالد من ابنه الاستقلال بأسرته بعيداً
عن العائلة لما سبب وجودهما من مشاكل
ها هما الآن وبعد ست سنوات
من زواجهما وحياتهما التي لم تخلو من المشاكل والصراعات .. فقد اكتشفا
حقيقة حبهما فما هو إلا طيش واستهتار لكل القيم والعادات والتقاليد البعيدة
عن الأخلاق ، فحبهما لم يكن ذلك الحب المبني على التفاهم والحب الطاهر
النقي .. فالشاب رغم زواجه لا يزال على سلوكه المعوج وبدون عمل ولا يزال
وفي خيانة دائمة ، فهو لا يزال يتعرف على الفتيات ويلاحقهم كمراهق ..
فالاحترام المفروض تواجده بين الزوجين مفقود
بدأت مشاكلهم تكبر
وتكبر حتى وصلت لمراكز الشرطة لحل نزاعاتهم .. وها هي الآن قضيتهم تنظر في
المحاكم للفصل فيها وإيقاع الطلاق .. وهما يحيكان الحيل والمكائد ليظهر كلا
منها الآخر على خطأ ..
ولكن لن تنتهي مشكلتهما بالطلاق ، فالطلاق
سيريحهما ولكن سيعذب قلبين صغيرين نبتا نتيجة زواجهما.. فهما انجبا طفلتين
هما من تدفعان ثمن ذلك الاستهتار .. فوالدة الزوج رفضت احتضان ابنتي ولدها
وذلك لكبر سنها وعدم قدرتها على تربيتهما ووالدتهما ترفض أخذهما عناداً
واستكباراً ، فقد ظلا بين يدي والدهما يتوسل والدته حيناً وزوجته حيناً آخر
لأخذهما وهما رافضتين .. حتى حنت لهما جدتهما ( والدة الزوجة ) فطلبت من
ابنتها أخذهما .. وهـما الآن في حالة يرثى لها وفي خوفاً دائم .. فالابنة
الكبرى (5 سنوات ) كثيراً ما كانت تبكي عند جدتها وتبدي خوفها بلسان طفولي
وببراءة تقولها ( أن أمي وأبي لا يحـباننا .. فهما الاثنان لا يريدان
البقاء معنا .. أين سنذهب ان تركانا ) .. فأليس الأجدر بهما تدارك خطأهما
وتجاوز مشاكلهما وحلها وإيجاد الفرصة للصلح والتفاهم من اجل طفلتيهما ..
ََ
أنها حقاً لمأساة .. فخطأ الوالدين يقع فيها الأبناء .. ولكن ما يبدأ
بالخطأً لا يصح .. فلا يمكن البناء بدون أساس قوي يستند عليه باقي البناء
.. َ
RaBi323/02/14, 04:04 am