ذكرت صحيفة «وورلد تربيون» الأمريكية في تقرير لها، الأربعاء، أن أغاني الفنان الشعبي، شعبان عبد الرحيم الشهير بـ«شعبولا»، تعد أحد العوامل الداعية للتعصب والتي أسهمت فيما بعد إلى ظهور ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق «داعش».
وأوضحت الصحيفة في تقريرها لها بعنوان «الحقائق المحزنة عن العالم العربي» للكاتب دينيس براجر، أن «على مدار القرن العشرين على الأقل، غاب العالم العربي عن المشاركة في التكنولوجيا أو الطب أو أي مجال علمي آخر، خاصة في الأدب العالمي أو الفن أو التنمية الفكرية، ولم ينتج بجانب النفط سوى شيئين، هما الكراهية والعنف».
ويرى «براجر» أن أغنية «شعبولا» «أنا بكره إسرائيل» «تعد من أكثر الأغاني رواجا خلال العقد الماضي، نشرت الكراهية والانتقام في العالم العربي ضد إسرائيل والغرب، ما نتج عنه ظهور (داعش)»، منتقدا مقطع الأغنية القائل «أنا بكره إسرائيل وبقولها لو أتسال إن شا الله أموت قتيل أو أخش المعتقل».
واعتبر الكاتب أن تزايد أعمال العنف والقتل الوحشي في معظم أنحاء العالم العربي، سببه تزايد خطاب الكراهية في المنطقة، معتبرا أن ظهور «داعش» ليس سوى نتاج لما آل إليه العالم العربي خلال العقد الماضي.
وذكر «براجر» أن «وفقا لأحدث تقارير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية العربية لعامي 2003 و2005، أن دولة مثل اليونان التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة تترجم سنويًا كتبًا باللغة الإنجليزية 5 مرات ضعف ما يترجمه العالم العربي بأكمله، البالغ عدد سكانه حوالي 370 مليون نسمة، والأكثر من ذلك أن إجمالي عدد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية خلال الألف سنة الماضية أقل مما تترجمه إسبانيا في عام واحد».
ويرى «براجر» أن «هذا هو حال العرب خلال السنوات الماضية في ظل تراجع الاهتمامات بالأدب مقابل تزايد نسبة الأمية، حيث إن 100 مليون شخص في العالم العربي أميون وأكثر من نصفهم تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عامًا، وفقًا لتقارير موقع ArabianBusiness.com.
وقال «براجر» إن «الوضع يزداد سوءا بالنسبة للمرأة العربية، خاصة أن نصف النساء في العالم العربي تقريبا أميات، كما تزايدت نسبة الاعتداءات الجنسية على النساء، وكذلك نسب الزواج القسري والاتجار بالبشر».
وأشار الكاتب إلى أن «مصر، أكبر دولة عربية، تتعرض 91% من الإناث فيها لتشويه الأعضاء التناسلية، وفقًا لليونيسيف، ناهيك عن عدد من النساء في العالم العربي اللاتي يرتدين الحجاب أو النقاب غصبا، ومنعهن حتى من قيادة السيارة مثلما يحدث في المملكة العربية السعودية».
وأوضح الكاتب أنه «مع التراجع الفكري، أصبحت الكراهية والعنف أبرز ما يصدره العالم العربي، فالمنطقة ليس لها نظير عندما يتعلق الأمر بالكراهية ضد العالم الغربي عموما، ولإسرائيل خصوصا، فكراهية اليهود وإسرائيل هو الأكسجين الذي يتنفسه العالم العربي».
وخلص الكاتب إلى أنه «لا يمكن الاستهانة بتأثير هذه الأغاني في تفاقم أحداث العنف في العالم العربي، واعتبارها أحد عوامل ظهور داعش، مشيرا إلى 2 من الأغاني الأكثر شعبية في مصر على مدى العقد الماضي هما، (أنا بكره إسرائيل)، والأغنية الساخرة (أنا أحب إسرائيل)، التي تتمحور حول أمنية تدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وتشجيع المصريين على عدم الجبن».
عصام مباشر19/12/14, 04:11 pm