سورتان حول تمكين الكفار في الارض
قال الله تعالى : ((لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)) ، آل عمران : 196-197 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هاتين الآيتين الكريمتين ؛ أنَّ الخطاب فيهما للنبيّ – صلى الله عليه وسلم – والمراد : الأمة ؛ وذلك أنَّ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا : هَؤُلاءِ الْكُفَّار لَهُمْ تجارة ، وَأَمْوَال فِي الْبِلاد , وَقَدْ هَلَكْنَا نَحْنُ مِنْ الْجُوع ; فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآية . أَيْ لا يَغُرَّنَّكُمْ سَلامَتُهُمْ بِتَقَلُّبِهِمْ فِي أَسْفَارهمْ ، وضربهم في الأرض .
وما أشبه الليلة بالبارحة ! فحينما يتسلل الإحباط ، واليأس إلى نفس المؤمن ، وهو يرى ما عليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ، وما يملكونه من القوة والهيمنة ، وعندما يرى جيوشهم ، وعددهم ، وعتادهم ، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ما حققّه القوم من رقي ، وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ، ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم ؛ تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها ، وتشعره بالعزّة ، وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذي سيصيرون إليه ؛ فتتحقق له الطمأنينة ويستشعر عزّة الإسلام ونعمة الإيمان التي امتنَّ الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ، ومنزّهاً له عن الشرك . إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه (متاع قليل) إذا ما قُورن بنعيم الآخرة ، ثم مأواهم جهنم هي حسبهم ، وبئس المآل ، والقرار .
اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذلّ الشرك والمشركين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اللول15/06/14, 02:55 am