تابع الاية الثانية : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
فكأن (بسم الله في البسملة) طلب العون من الله بكل كمال صفاته.. وكأن الحمد لله في الفاتحة تقديم الشكر لله بكل كمال صفاته.
و{الرحمن
الرحيم} في البسملة لها معنى غير {الرحمن الرحيم} في الفاتحة، ففي البسملة
هي تذكرنا برحمة الله سبحانه وتعالى وغفرانه حتى لا نستحي ولا نهاب أن
نستعين باسم الله ان كنا قد فعلنا معصية.. فالله سبحانه وتعالى يريدنا أن
نستعين باسمه دائما في كل اعمالنا. فإذا سقط واحد منا في معصية، قال كيف
استعين باسم الله، وقد عصيته؟ نقول له ادخل عليه سبحانك وتعالى من باب
الرحمة.. فيغفر لك وتستعين به فيجيبك.
وانت حين تسقط في معصية تستعيذ برحمة الله من عدله، لأن عدل الله لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها.
وأقرأ
قول الله تعالى: {وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا
فِيهِ وَيَقُولُونَ ياويلتنا مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً
وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً
وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49] ولولا رحمة الله التي سبقت
عدله. ما بقي للناس نعمة وما عاش أحد على ظهر الأرض.. فالله جل جلاله يقول:
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن
دَآبَّةٍ ولكن يُؤَخِّرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل: 61] فالانسان خلق
ضعيفا، وخلق هلوعا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل أحدكم
الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته، قالوا: حتى أنت يا رسول الله قال:
حتى أنا».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Admin06/04/14, 01:48 pm