إليكم قصة هذه المرأة " كرستينا أوناسيس " تلك الفتاة اليونانية ، ابنة المليونير المالي المشهور " أوناسيس " ذلك الذي يملك المليارات ، يملك الجزر ، يملك الأساطيل .
هذه الفتاة مات أبوها ، وقبل ذلك ماتت أمها ، وبينهما مات أخوها ، وبقيت هي الوريثة الوحيدة - مع زوجة أبيها - لهذه الثروات الطائلة .
أتدري - أيها القارئ الكريم - كم ورثت ؟
لقد ورثت من أبيها ما يزيد على خمسة آلاف مليون ريال !!!
فتاة تملك أسطولا بحريا ضخما !! تملك جزرا كاملة !!! تملك شركات طيران !!
أخي الكريم : امرأة تملك أكثر من خمسة آلاف مليون ريال ، بقصورها وسفنها ، وطائراتها ، أليست - في مقاييس كثير من الناس - أسعد امرأة في العالم ؟؟
كم من إنسان يتمنى أن يكون مثل هذه المرأة !! أنت تعلم أنه لو وزعت ثرواتها على مئة فرد ، لأصبحوا من كبار الأثرياء ، بحيث يصل كل واحد منهم خمسون مليون ريال !!!
فهو - إذن - من كبار الأثرياء ، فما بالك بامرأة تملك هذه الثروة ؟
السؤال هو : هل هذه المرأة سعيدة ؟
إليكم فصول قصتها العجيبة ، وسيتبين لكم من خلالها الجواب :
أما أمها : فقد ماتت بعد حياة مأساوية ، كان آخر فصولها الطلاق .
وأما أخوها : فقد هلك بعدما سقطت به طائرته ، التي كان يلعب بها .
وأما أبوها : فقد اختلف مع زوجته الجديدة التي هي " جاكلين كندي " زوجة الرئيس الأمريكي السابق " كندي " ، تلك الزوجة التي تزوجها بملايين الدولارات ، يبحث عن الشهرة فقط ، ليقال : إنه تزوج بزوجة الرئيس الأمريكي " جون كندي " .
ومع ذلك فقد عاش معها في شقاء دائم .
تصور أن من بنود عقد الزواج : ألا تنام معه في فراش ، وألا يسيطر عليها ، وأن ينفق عليها الملايين - حسب رغبتها - .
ومع ذلك فقد اختلفت معه ، وعندما مات ، اختلفت مع ابنته .
وخلاصة القول : أن هذه الفتاة كانت قد تزوجت في حياة أبيها - برجل أمريكي ، وعاش معها شهورا ، ثم طلقها - أو طلقته - .
وبعد وفاة أبيها تزوجت برجل آخر يوناني ، وعاش معها شهورا ثم طلقها - أو طلقته - .
ثم انتظرت طويلا تبحث عن السعادة . أتعلمون من تزوجت ؟
للمرة الثالثة ، " أغنى امرأة في العالم على الإطلاق " ، أتعلمون من تزوجت ؟ لقد تزوجت شيوعيا روسيا ، يا للعجب !! قمة الرأسمالية تلتقي مع قمة الشيوعية !!!
وعندما سألها الناس ، والصحفيون - بشكل خاص - عندما سألوها : أنت تمثلين الرأسمالية فكيف تتزوجين بشيوعي ؟
عندها قالت : أبحث عن السعادة !!! نعم ، لقد قالت : أبحث عن السعادة .
وبعد الزواج ذهبت معه إلى روسيا ، وبما أن النظام هناك لا يسمح بامتلاك أكثر من غرفتين ، ولا يسمح بخادمه ، فقد جلست تخدم في بيتها - بل في غرفتيها - فجاءها الصحفيون - وهم يتابعونها في كل مكان - فسألوها : كيف يكون هذا ؟
قالت : أبحث عن السعادة . وعاشت معه سنة ، ثم طلقها - بل طلقته - .
ثم بعد ذلك أقيمت حفلة في فرنسا ، وسألها الصحفيون : هل أنت أغنى امرأة ؟
قالت : نعم . أنا أغنى امرأة ولكني أشقى امرأة !!!
وآخر فصل من فصول المسرحية الحقيقية ، تزوجت برجل فرنسي .
لاحظوا أنها تزوجت من أربع دول وليس من دولة واحدة لعلها تجرب حظها .
أقول : تزوجت بغني فرنسي ( أحد رجال الصناعة ) وبعد فترة يسيرة أنجبت بنتا ، ثم طلقها - بل طلقته - .
ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة ، وهم ، ومنذ شهور وجدوها ميتة في ( شاليه ) في الأرجنتين ، لا يعلمون هل ماتت ميتة طبيعية ، أم أنها قتلت ، حتى إن الطبيب الأرجنتيني قد أمر بتشريح جثتها ، ثم دفنت في جزيرة أبيها !!
انظر إلى هذه المرأة هل أغنى عنها مالها ؟
أما في الدنيا : فلا ، وأما في الآخرة ، فستقول - لأنها كافرة - " ما أغنى عني ماليه " .
إذن ، المال وحده لا يكفي، المال وحده لا يجلب السعادة ، ولا يوفرها ، فمن أكبر أوهام السعادة قضية الثراء والتجارة .
كتاب: السعادة بين الوهم والحقيقة ،
فضيلة الشيخ/ ناصر بن سليمان العمر .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Admin06/04/14, 01:51 pm