ََََأحضان دافئة
ترعرع
بين أحضان أبوين محافظين، وحينما بلغ سن الثامنة عشر من عمره؛ نظر إلى
نفسه في المرآة فوجد طولاً وعرضاً، مع شارب بدأ يخط أولى ملامحه بين قسمات
وجهه؛ فسيطر على نفسه شعوراً بالاستقلالية، وعدم الرغبة في التبعية لأحد؛
حتى ولو كان أبواه!! فطلب من والديه عدم وضع أي قيود عليه في تصرفاته أو
حركاته؛ بحجة أنه لم يعد صغيراً بعد اليوم.
لم يجد والداه بداً من
الاستسلام لرغباته، مع محاولة الإبقاء على الحد الأدنى من الرعاية؛ لضمان
عدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي قد يخترقها جهلاً منه أو رغبةً في تجربة كل
ما هو محظور.
ومع محاولات المنع المتكررة من قبل الوالدين؛ حفاظاً
عليه من مخاطر تجاوز تلك الخطوط الحمراء، تولدت لديه الرغبة العارمة في
المزيد من التمرد؛ لتحقيق ذلك الاختراق حتى تطور الأمر في نهاية المطاف إلى
حد تركه المنزل دون إذنهما.
حيينها أضحى فريسة سهلة لأصحاب السوء
على اختلاف أنواعهم وأشكالهم، حيث كان منعدم الخبرة بمخاطر وشرور هذه
الحياة، كما أن البيئة التي تربى في ظلالها، قد حجبت عن الكثير من ألوان
شرورها التي لم يكن يتصور مدى فظاعتها؛ إلا بعدما عاينها بنفسه، فتجرع
بسببها ألوان المعاناة التي كلفته خسارة كل شيء.
نعم.. فلقد خسر كل
شيء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني حيث أسفرت رحلة ضياعه التي بدأت
بالهروب من منزل أسرته؛ عن تردي صحته التي نزفت آخر قطرات ماء حياتها تحت
سياط الإيدز والمخدرات، كما أفقدته كامل إدراكه تحت وطأة المعاناة والحيرة
بين دروب الشر التي طمست كل آمال المستقبل، وأفقدته الهدف والغاية المرجوة
من مثل تلك الحياة البهيمية.
لقد كان قرار هروبه من أسرته، بمثابة
أخطر انزلاقة له على مفترق الطريق في هذه الحياة، وذلك حينما فشل في
المفاضلة بين الرضا بالعيش في ظلال توجيهات الأسرة ورعايتها، وبين الرغبة
في إطلاق شهواته الحيوانية التي حالت دون استيعابه لمخاطر سبيل الهلاك.
ومضت به الأيام، حتى انتهى به الأمر إلى أن يصبح مجرد جثة هامدة ملقاة في
الطرقات؛ بعدما لفظه أصحاب السوء باعتباره معدوم الفائدة، حتى استلمته
الجهات الأمنية ذات يوم لتسليمه لذويه، وبالتحري استطاعوا الوصول إلى محل
إقامة أسرته، فوقف والداه بجوار تلك الجثة الهامدة يسترجعا تلك الآمال
والأمنيات العريضة التي طالما حلما بها لفلذة كبدهما.
فإذا بالحلم
يسقط بين أيديهما؛ ليتحول من أشد الكوابيس وقعاً على قلبيهما، بعدما أكد
لهما الأطباء انعدام الأمل في شفائه، وأن الأمر لن يتجاوز سوى أيامٍ
معدودة؛ حتى تفارق الروح ذلك الجسد المنهوك.
فانفطرت القلوب حزناً؛
وكأنها من شدة الألم قد نزفت من الدماء أنهاراً؛ قبلما تذرف عيونهما الدموع
مدراراً، ونظر أبوه إلى تلك الجثة الهالكة محدثاُ نفسه بدموع الحسرة
والأسى قائلاً : ألم أقل لك يا ولدي أني أحبك، وأنني لم أقصد بتوجيهك أي
نوع من التضييق عليك، وإنما هو الخوف والحرص عليك لا أكثر؟! فلماذا تركتنا
للهموم تنهش منّأ المهج وتدمي الفؤاد حين شردت عنَّا؛ لتلقي بنفسك في هذا
الوادي السحيق من التهلكة؟!.
أهو فقط لإدراك تلك الشهوات والملذات الرخيصة الدونية؟!
فتح الشاب عينيه، ونظر إلى والديه نظرة، نطقت بجميع عبارات الندم والحسرة
والأسى التي تلفظ بها جميع البشر على وجه هذه الحياة، وعلى الرغم من عجزه
التام عن التلفظ أو الكلام، إلا أن الغريب قبل القريب كان بوسعه أن يقرأ
بين نظرات هذا الوجه الشاحب، والعيون الغائرة عبارة واحدة مفادها : أرجوكما
والداي أن تسامحاني . . فلقد عانيت بسبب مخالفتي لأمركما كل ألوان الأسى،
وهكذا أصبحت بعدما ضيعت أمنيتكما!! فهل بوسعكما العفو عني؟!
ََ القصه منقوله رااقت لي فهي تحكي حال أغلب الشباب,, اللهم أصلح شباب المسلمينَ
ترعرع
بين أحضان أبوين محافظين، وحينما بلغ سن الثامنة عشر من عمره؛ نظر إلى
نفسه في المرآة فوجد طولاً وعرضاً، مع شارب بدأ يخط أولى ملامحه بين قسمات
وجهه؛ فسيطر على نفسه شعوراً بالاستقلالية، وعدم الرغبة في التبعية لأحد؛
حتى ولو كان أبواه!! فطلب من والديه عدم وضع أي قيود عليه في تصرفاته أو
حركاته؛ بحجة أنه لم يعد صغيراً بعد اليوم.
لم يجد والداه بداً من
الاستسلام لرغباته، مع محاولة الإبقاء على الحد الأدنى من الرعاية؛ لضمان
عدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي قد يخترقها جهلاً منه أو رغبةً في تجربة كل
ما هو محظور.
ومع محاولات المنع المتكررة من قبل الوالدين؛ حفاظاً
عليه من مخاطر تجاوز تلك الخطوط الحمراء، تولدت لديه الرغبة العارمة في
المزيد من التمرد؛ لتحقيق ذلك الاختراق حتى تطور الأمر في نهاية المطاف إلى
حد تركه المنزل دون إذنهما.
حيينها أضحى فريسة سهلة لأصحاب السوء
على اختلاف أنواعهم وأشكالهم، حيث كان منعدم الخبرة بمخاطر وشرور هذه
الحياة، كما أن البيئة التي تربى في ظلالها، قد حجبت عن الكثير من ألوان
شرورها التي لم يكن يتصور مدى فظاعتها؛ إلا بعدما عاينها بنفسه، فتجرع
بسببها ألوان المعاناة التي كلفته خسارة كل شيء.
نعم.. فلقد خسر كل
شيء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني حيث أسفرت رحلة ضياعه التي بدأت
بالهروب من منزل أسرته؛ عن تردي صحته التي نزفت آخر قطرات ماء حياتها تحت
سياط الإيدز والمخدرات، كما أفقدته كامل إدراكه تحت وطأة المعاناة والحيرة
بين دروب الشر التي طمست كل آمال المستقبل، وأفقدته الهدف والغاية المرجوة
من مثل تلك الحياة البهيمية.
لقد كان قرار هروبه من أسرته، بمثابة
أخطر انزلاقة له على مفترق الطريق في هذه الحياة، وذلك حينما فشل في
المفاضلة بين الرضا بالعيش في ظلال توجيهات الأسرة ورعايتها، وبين الرغبة
في إطلاق شهواته الحيوانية التي حالت دون استيعابه لمخاطر سبيل الهلاك.
ومضت به الأيام، حتى انتهى به الأمر إلى أن يصبح مجرد جثة هامدة ملقاة في
الطرقات؛ بعدما لفظه أصحاب السوء باعتباره معدوم الفائدة، حتى استلمته
الجهات الأمنية ذات يوم لتسليمه لذويه، وبالتحري استطاعوا الوصول إلى محل
إقامة أسرته، فوقف والداه بجوار تلك الجثة الهامدة يسترجعا تلك الآمال
والأمنيات العريضة التي طالما حلما بها لفلذة كبدهما.
فإذا بالحلم
يسقط بين أيديهما؛ ليتحول من أشد الكوابيس وقعاً على قلبيهما، بعدما أكد
لهما الأطباء انعدام الأمل في شفائه، وأن الأمر لن يتجاوز سوى أيامٍ
معدودة؛ حتى تفارق الروح ذلك الجسد المنهوك.
فانفطرت القلوب حزناً؛
وكأنها من شدة الألم قد نزفت من الدماء أنهاراً؛ قبلما تذرف عيونهما الدموع
مدراراً، ونظر أبوه إلى تلك الجثة الهالكة محدثاُ نفسه بدموع الحسرة
والأسى قائلاً : ألم أقل لك يا ولدي أني أحبك، وأنني لم أقصد بتوجيهك أي
نوع من التضييق عليك، وإنما هو الخوف والحرص عليك لا أكثر؟! فلماذا تركتنا
للهموم تنهش منّأ المهج وتدمي الفؤاد حين شردت عنَّا؛ لتلقي بنفسك في هذا
الوادي السحيق من التهلكة؟!.
أهو فقط لإدراك تلك الشهوات والملذات الرخيصة الدونية؟!
فتح الشاب عينيه، ونظر إلى والديه نظرة، نطقت بجميع عبارات الندم والحسرة
والأسى التي تلفظ بها جميع البشر على وجه هذه الحياة، وعلى الرغم من عجزه
التام عن التلفظ أو الكلام، إلا أن الغريب قبل القريب كان بوسعه أن يقرأ
بين نظرات هذا الوجه الشاحب، والعيون الغائرة عبارة واحدة مفادها : أرجوكما
والداي أن تسامحاني . . فلقد عانيت بسبب مخالفتي لأمركما كل ألوان الأسى،
وهكذا أصبحت بعدما ضيعت أمنيتكما!! فهل بوسعكما العفو عني؟!
ََ القصه منقوله رااقت لي فهي تحكي حال أغلب الشباب,, اللهم أصلح شباب المسلمينَ
RaBi323/02/14, 04:03 am