جائزة الفيفا جاءت فى وقتها لإسعاد الشعب وسط «ركام الأحزان»

 عنصر المفاجأة فى المناسبات السعيدة له طعم مختلف .. فالفرحة تختلف تماما لانها تصبح غامرة مثل مياه النهر .. والسعادة تختلط وقتها بشيء من الصدمة الجميلة , ومن هنا .. كان لحصول حسن شحاتة على لقب شخصية العام فى افريقيا خلال الاستفتاء السنوى للاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) نكهة مختلفة , الامر لم يكن مستبعدا باعتبار ان بصمات المعلم على الكرة السمراء واضحة , وتجاربه الناجحة ترن فى ارجاء القارة , ولكن التوقيت واشياء اخرى جعل الجائزة لها شكل اخر فى العقول والقلوب. 

 الحديث مع شحاتة فى هذه اللحظات له طعم اخرلا مختلف , فلا ينسى احد انه نال احسن مدير فنى فى افريقيا منذ سنوات قلائل فى الاستفتاء السنوى لمحطة «بى بى سي» على حساب مدربين لهم اسماؤهم وثقلهم ,وبالتالى فانه على موعد دائم مع منصة التتويج على المستوى الدولى والعالمى .. الرجل لم يتردد فى تفريغ ما بداخله فى كلامه مع االاهرام رغم الضغوط والمشاغل التى لاحقته بالامس فى ظل ارتباطات عديدة , ولم يكن له اى تحفظات كما هى عادته فى اى تساؤل بل كان صريحا وواضحا فى الاجابات , وحاول قدر الامكان التعبير عن كل شيء بدقة ولمسة صدق. 
 فى البداية لم ينكر المعلم ان الجائزة كانت مفاجأة له , وقال أنها لم تكن مستبعدة ولكنها كانت غير متوقعة , وان الحصول عليها جاء بعد منافسة شرسة وقوية مع شخصيتين احداهما من الجزائر والاخرى من كوت ديفوار. 
 وحول كيفية تلقيه خبر الحصول على هذا اللقب الغالى يقول شحاتة انه تلقى اتصالا هاتفيا من المهندس هانى ابو ريدة عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا , اخبره باختياره شخصية العام عن قارة افريقيا , وذلك خلال اجتماع اللجنة أمس الاول فى زيورخ لبحث العديد من الملفات , وانه شعر بالسعادة الغامرة ليس فقط لانها تكريم لشخصه ولكنها ايضا للشعب المصرى كله , الذى هو فى اشد الحاجة الى لحظة سعادة وفرحة فى الظروف الحالية. 
 ويضيف شحاتة ان الانجازت التى تحققت خلال فترة توليه مسئولية المنتخب وكانت سببا فى حصوله على جائزة الفيفا تعود الى المنظومة الرائعة التى كانت موجودة وقتها, بداية من القيادة السياسية ومجلس ادارة اتحاد الكرة واللاعبين والجماهير , والحمد الله تحققت البطولات على مدار ست او سبع سنوات. 
 وبالنسبة لاختيار الفيفا له على الرغم من ابتعاده نسبيا عن عالم التدريب خلال الفترة الماضية يقول المعلم انه لم يبتعد عن التدريب على الاطلاق وانه عمل فترة مستشارا فنيا لنادى ميونيخ 1860 , كما كانت هناك عروض عديد عربية وخليجية الا انه كانت له تحفظات عليها سواء من الناحية المالية او لرفضه تولى تدريب اى فريق خلال منتصف الموسم حتى لا يكرر تجربته فى قطر التى لم يحالفها التوفيق لهذا السبب. 
 واعترف المعلم بانه عندما تعاقد مع العربى القطرى كان يريد الرحيل و«خلاص» مثل اى مصرى وقتها, ولكنه لن يكرر ذلك على الاطلاق وتوبة ان يحدث ذلك , فلابد ان يقتنع اولا بالعرض من كل الجهود لاسيما فيما يتعلق بعدم تولى المسئولية فى منتصف الموسم , كما انه مقتنع بان ربنا رزاق ولا داعى للعجلة فى شيء. 
 وحول ما يردده البعض بان هناك اسباب تمنعه من تدريب الاهلى منافس ناديه السابق الزمالك قال شحاتة ان البعض يميل الى تكرار مثل هذا الكلام , ولكن الاحتراف لا يعترف بذلك مادام ان هناك اتفاق على كل شيء سواء من الناحية المالية او غيرها .